أحد توما
عيد سيدى صغير
اليوم الثامن من القيامة
للقمص مكسيموس وصفي
تحتفل الكنيسة في اليوم الثامن لقيامة الرب بعيد أحد توما، وهو واحد من الأعياد السيدية الصغرى، وله عدة تسميات فيسمى أحد توما، وأحد الحدود، والأحد الجديد، وهي تسميات خاصة به حيث أنه أول أحد في العهد الجديد، الذي فيه ظهر المخلص للتلاميذ ومعهم توما بينما كانوا مجتمعين في العلية الأحد الأول بعد أسبوع من القيامة.
ورتب الرسل الأطهار أن تحتفل الكنيسة بتذكار هذا الظهور فقال توما الرسول: " بعد ثمانية أيام من القيامة فليكن لكم عيد لأنه في هذا اليوم الثامن أرضاني أنا توما إذ لم أؤمن بقيامته وأراني أثر المسامير وأثر الحربة في جنبه " (القوانين 168).
وقال القديس إغريغوريوس الكبير عن قصة توما مع المخلص "يا للتعزية العظيمة التي نلناها بسبب شك توما".
لذلك ظهر الرب للتلاميذ في اليوم الثامن أي الأحد التالي لأحد القيامة ليس فقط ليؤكد قيامته ويزيل شكوك توما، لكنه يصير لنا نحن أيضا هذه التعزيات فنضع إصبعنا في مكان المسامير ويدنا في مكان الحربة لا لكي نؤمن ولكن لكي نحيا بتلك الجراحات، إن أحد توما هو عيد لكل نفس تتلامس مع جراحات الجسد الممجد الذي غلب الموت قاتلا العداوة بالصليب.
أحد توما هو الأحد الجديد الذي تمجد فيه الرب وظهر لتوما، ذلك التلميذ الذي أعطانا بشكه البرهان القاطع على قيامة المخلص.
- أحد توما في الطقس الكنسي
الاحتفال بأحد توما وهو الأحد التالي لقيامة الرب يؤكد تقديس يوم الأحد والذي جعلته الكنيسة يوم الرب رأس أيام الأسبوع فأمر آباؤنا الرسل الأطهار بتقديس يوم الأحد. ويتميز أحد توما بإبصاليتين تقالان وجاء فيها: "وأيضا توما الآخر من بعد ثمانية أيام لما نظر إلى آثار المسامير سجد له".
وقراءات هذا العيد هي:
المزامير:
مزمور العشية (مز 32: 3-4) - مزمور باكر (مز 95: 1) - مزمور القداس (مز 17: 1، 5).
تحث المزامير في هذا العيد على التسبيح لإلهنا الذي خلصنا لذا نقدم له الشكر والتسبيح وجاء فيها: "سبحوا له تسبيحا جديدا، ورتلوا له حسنا بتهليل ". " سبحوا الرب يا كل الأرض، سبحوا الرب وباركوا اسمه... ". "سبحوا الرب تسبيحا جديدا لأن الرب قد صنع أعمالا عجيبة، هللوا للرب يا كل الأرض، سبحوا وهللوا ورتلوا ".
وفي الرسائل:
البولس (أف 4: 20-31) - الكاثوليكون (1 يو 3: 7-17) - الأبركسيس (أع 17: 16-34).
في البولس إشارة إلى تجديد توما إذ تناشد الرسالة أن نخلع الإنسان العتيق ونلبس الجديد. وفي الكاثوليكون إشارة إلى إيمان توما وتجديده فتذكر الدعوة من الظلمة إلى نوره العجيب. أما الأبركسيس فالإشارة فيه إلى انتشار الإيمان بواسطة الرسل.
وفي الأناجيل:
إنجيل العشية (لو 5: 1-11) - إنجيل باكر (يو 21: 1-14) - إنجيل القداس (يو 20: 19-31).
وتتحدث الأناجيل عن الإيمان فيذكر إنجيل العشية معجزة صيد السمك الأولى في بدء دعوة التلاميذ، وإنجيل باكر يذكر المعجزة الثانية لصيد السمك بعد القيامة وفيها تثبيت للإيمان، كما أن السمك الكثير إشارة إلى انتشار الإيمان وتثبيته بالآيات والمعجزات.
- ظهور الرب لتوما
إنجيل يوحنا (20: 24-29) :
"أما توما أحد الاثنى عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع، فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب، فقال لهم إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن. وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم، فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقفت في الوسط وقال سلام لكم. ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا، أجاب توما وقال له ربي وإلهي، قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما أمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا".